كوكي بنت الكلب

October 23, 2012 by abirkopty 7 Comments

طيب، اهلي واحنا صغار ما عودونا نحب الحيوانات.. مش بالزبط ما نحب، قصدي ما نتعامل مع حيوانات، ما جابولنا بسة او كلب عالبيت نربيه ونهتم فيه، يمكن ما كانت واصلتهم الابحاث العصرية بأن تربية حيوانات اليفة في البيت جيدة لنمو الاطفال الذهني.. امي كمان مهووسة نظافة، يعني مش معقول تجيب لحالها وجع راس وشغل زيادة.. وهيك ربينا بدون أي علاقة مع الحيوانات، اللهم غير كلب دار عمي اللي مرة هجم علي انا واختي وعض اختي، لاني انا كنت جبانة اكثر منها وتحاميت فيها..
كلشي تمام، عشنا طفولتنا عالآخر، طلعنا ولاد طبيعيين، تعلمنا ونجحنا بحياتنا المهنية واهلنا فخورين فينا.. وكبرت اكره البسس والكلاب، بعدين شوي شوي تصالحت مع الكلاب بس طالما همي بعاد، من بعيد لبعيد حلوين الكلاب. اما البسس فبعمري ما قدرت احبهن، تجربتي الوحيدة مع البسس لما فرضت علي شريكتي في الشقة في حيفا بسة صديقتها اللي سافرت وتركتلها بستها للاعتناء بها، في وقتها كنت معترضة بشدة لكنها طنشتني واستوطت حيطي وجابتها، فانا بديش احطها واطية، شرطت عليها انها ما بتطلع من غرفتها. بعد فترة اجت شريكتي بتقلي وبكل وقاحة انها مسافرة وانها تاركتلي البسة ادير بالي عليها. طبعا رفضت وحسيت انه هاي رح تكون فرصتي اتخلص منها،، بس بالآخر كمان مرة استضرطتني واتفقت مع صديق مشترك ييجي كل يوم يطل عالبسة ويطعميها. انا حبست البسة بغرفتها ايام، وهو نسي ييجي… وبعدين هي اختفت وبعدين رجعت وبعدين هو اجا والبسة عاشت وصمدت امام كل محاولاتي الفاشية
كلشي تمام، ما خسرت صديقتي وما تنازلت عن مواقفي من البسس
كملت اعيش حياتي عادي واختصر روحات عند اصدقاء مربيين بسس، او اخليهم يحبسوها طول ما انا عندهم،،، كلشي تمام… لحد ما اجت اللحظة المفصلية في حياتي اللي فهمت بعدها شو خسرت في طفولتي وبالتالي حقدت على اهلي
لحظة ما دخلت كوكي على حياتي
كان يوم ثلاثاء بالليل، متذكري منيح، رجعت على شقتي في رام الله بعد غياب 10 ايام، فتحت الباب، لقيت القيامة قايمة، اغراض عالارض وزجاج مكسر.. اكتشفت انه في بسة عندي بالبيت وكل هالتكسير صاير خلال محاولاتها تطلع من البيت. كيف دخلت؟ كانت صديقة عندي بالبيت قبل يومين من رجعتي، والظاهر دخلت البسة للمخزن بدون ما هي تنتبه، طلعت وقفلت الباب وتركت وراءها بسة حبلى، يومين ثلاثة البسة بالبيت بدون اكل وبدون امكانية انها تروح تجيب اكل
البسة طلعت من الباب لما انا دخلت، وانا سكرت الباب وفكرت انه القصة خلصت، لاكتشف انه في بستين صغار بالمخزن، يا دوب طالعلهم صوت.. كنت مفكرة واحد منهم ميت لانه ما كان يتحرك،، طبعا انا فتت بضغط، فتحت الباب افتش عالام بلكي تيجي تاخدهم، فص ملح وداب، اكلت هوى! اتصلت بصديق، صحيتو من النوم،
الحقني، مش عارفة شو اعمل –
فش ايش تساوي، نامي والصباح رباح –
سكرت باب المخزن ونمت، المصيبة اني غفيت خلال دقائق… يخرب بيتي!
ثاني يوم الصبح، الام عم بتموي عالباب، فتحت الباب، برضه قلت لحالي اكيد بدها تاخدهم وتروح،، لا، بدها توكل، يا سلام، بلشت تلف وتدور حولي، ضغطي علي، ديانا، فش الي غير ديانا، اللي كنت اكره بستها ولما اروح عندها اخليها تحبسها
الو ديانا الحقيني، تعالي عندي بسرعة، مش عارفة شو اعمل –
مسكينة ديانا اتصلت فيها ثلاث اربع مرات، صرعتها.. لحد ما تيجي ديانا قعدت استناها بالسيارة.
ديانا طلّعت البسس الصغار لبرا، بعتتني عالدكان اشتريلها اكل وحليب، وطعمينا الام وبعدين خلتها ديانا ترضع ولادها، هديت الام وهديو الولاد، وهديت انا.
شو بدك تعملي فيهم؟ –
هاي هي اللحظة: شو بدي اعمل فيهم
قررت اخليهم برا البيت في الجنينة، اطعميهم عبين ما الاقيلهم تصريفة. بعرفش كيف وصلت من هون لمرحلة اني ابكي زي الولاد الصغار لما رجعت عالبيت بشي يوم المغرب، بعد ما كان لكوكي اسبوع عندي، وما الاقيها ولا الاقي ولادها، وبعرفش كيف وصلت من هون لمرحلة اتصل على دكتور بيطري ييجي يعالج كوكي في البيت لانها مريضة، بعرفش
لما راحت كنت اطلع كل يوم عالحارة انادي عليها، وفي غيابها اكتئبت، لما رجعت فرحت كتير وخلتني الحقها لحد ما وصلتني عند الصغار، رجعتهم لعندي، وصرت اقلق عليهم اكثر
كوكي كانت تموي كل يوم الصبح عشان تصحيني، واذا ما عبرتها، بتطلع عشباك الغرفة وبتضل تموي تا اقوم احطلها توكل، بالليل كتير مرات كنت افيق اطل عليها، بخاف عليها كل الوقت، بخاف اي شي يئذيها، كلب مار بالحارة، بسة ثانية أقوى منها.. بخاف عليها من البرد او الجوع. لما كنت اغيب يوم طويل عن البيت اضل قلقانة على كوكي وأفكر فيها لحد ما ارجع، من السيارة انادي عليها تيجي تركض لعندي. كنت اقضي ساعات قاعدة معها ومع ولادها، احكي معها كأنها بتفهم علي، وهي ولا هي هون، اللي بدها اياه لازم يصير، ما خصهاش شو انا بقول. عقولة صديقتي داليا، مش احنا اللي منربي البسس، البسس هي اللي بتربينا
لما كنت اغيب وقت اكثر، كان لازم حد من صاحباتي ييجي عندها اكثر من مرة بالنهار، ويحطلها اكل ويلعب معها شوي، ويتصل يطمني عليها.
شوي شوي، صرت اخليها تدخل عالبيت، وتلعب هي وولادها بالبيت، وشوي شوي، صرت احمل ولادها والعب معهم. بعرفش شو صار، بس صرت كل الوقت بدي احكي عن كوكي، وصاروا الصحاب لما يتصلوا بي اول شي يسالوني عن كوكي. بعرفش شو صار، بس كوكي صارت شي مهم بحياتي.
بعرفش كمان كيف اهلي فاتوا على قصة الغرام هاي، وكيف وافقوا اجيب كوكي وولادها عالناصرة عندهم، لاني انا مش عم بقعد برام الله كثير وهمي بحاجة لاهتمام، بعرفش شو صار بس كوكي والصغار محظوظين ولاد الكلب، وقعوا بعيلة من الآخر..
كل يوم امي بتفيق الصبح اول شي بتساويه بتحط اكل للبسس، ابوي بنزلهم عالجنينة عشان يلعبوا، وبالليل بطلعهم عالبلكون عشان يناموا بأمان، هذا غير انو بطل عليهم وبقضي وقت معهم خلال اليوم. أخوي اشترالهم العاب، هو واختي صاروا يحملوا الصغار ويلعبوا معهم ويلعبوا مع كوكي. أمي صارت تسمحلهم يعملوا جولات في البيت، شرطها الوحيد انو ما يطلعوا على الكنبايات!
البيت كله مغروم بكوكي وولادها، قصدي بناتها، اكتشفنا جديد انهم بنات، هاي على قولة ابوي، الوحيد فينا اللي عنده خبرة حيوانات من طفولته، بس لسا ما اعطيناهم اسماء، قيد المداولة والجدل.
بس كتير حلو نراقبهم ببكروا يوم عن يوم، بتعلموا من امهم كيف يدافعوا عن حالهم، كيف ينظفوا حالهم ووين يقضوا حاجتهم. وانا بقلكم كوكي إم رهيبة وعظيمة!
المشكلة الوحيدة، انهم عم بتدللوا كثير، وكمان شوي ما بعود حدا يدبرهم!

Advertisement