Abir Kopty's Blog مدوّنة عبير قبطي

You will never be free until you respect the freedom of others


1 Comment

مصر.. “الإحباط عدو الثورة”

**كتبت هذه المدونة بعد زيارتي الاخيرة لمصر والتي عدت منها قبل اسبوع**

أن تزور مصر خلال الحملات الانتخابية لرئيس الجمهوية الاول بعد الثورة وخلع مبارك، يعني أن تتحول الزيارة، مرة أخرى، من “ترفيهية” الى رحلة غوص في سياسة الثورة وثورة السياسة. كلٌ يفتي وكلٌ يحلل، وعندما تصغين لما يقوله سائق سيارة الأجرة أو حارس العمارة أو النادل في المقهى، تكادين تقتنعين بكلامهم مئة بالمئة، حتى لو قالوا اشياء متناقضة. يكفي ان تتحدثي مع ثلاثة اشخاص خلال النهار، لتشعري بأنك لا تعرفين شيئا، ولا يمكنك أن تتوقعي شيئا. في مصر خلال الانتخابات كل شيء ممكن بقدر ما هو غير ممكن. Continue reading

Advertisement


Leave a comment

(5)مصر، فلسطين، حنكمل المشوار

حرية، حرية

أذكر التحرير والثورة بتفاصيلها الصغيرة حتى هذه اللحظة، اذكر أني بحثت طيلة يوم الثلاثاء عن علم فلسطين كي ارفعه في التحرير، ولم أجد. كان الناس يسعدون كثيراً حين يعرفون أني فلسطينية يرحبون بي، وبعضهم كان يقول لي “إحنا نحرر مصر بقى، وبعدين نحرر فلسطين”، فكنت أجيب ممازحة بالمصرية “احنا مستنيينكم”.
يوم الأربعاء تغير الأمر. لم يعد آمناً أن تقول انك فلسطيني، أو أن تخرج إلى الشارع أصلاً. ولكن أعود لمساء الثلاثاء، الأول من شباط، مساء المظاهرة المليونية، حيث قام الجيش باعتقال صديقتي المصرية. واضطررت بطلب من الأصدقاء أن أذهب إلى البيت لأني أنا أيضاً معرضة للاعتقال. حينها أدركت أن فلسطينيتي، ربما تكون تهمة لدى الجيش. في هذه الليلة قدم حسني مبارك خطابه الثاني. والذي أثار الكثير من الجدل بين المصريين، فمنهم من رأى في الخطاب ديماغوغيا تخاطب العاطفة ولن يتراجعوا عن مطلبهم بتنحيه، ومنهم من حزن لرؤية رئيس بلاده مكسوراً ومهزوزاً، ويكفي ما حققته الثورة إلى هنا. مرة أخرى نخلد إلى النوم خائفين على عزيمة الثورة.

Continue reading


Leave a comment

(4)الميدان من الشرفة

الميدان من الشرفة-الثلاثاء صباحاً

ليلة الاثنين 31 كانون ثاني، أي عشية أول مظاهرة مليونية دعا إليها الثوار، لم أنم. كنت أنا وصديقتي في غرفة في فندق يطل على الميدان. طلبنا العشاء إلى الغرفة، وهي المرة الأولى، والأخيرة، التي نأكل بها وجبة طبيعية منذ أن اندلعت الثورة. شاهدنا الأخبار وبدت الليلة طويلة، لا مكان فيها للنوم. وفعلاً، لم استطع ليلتها النوم، فقررت أن أسهر في الشرفة التي تطل على الميدان، الذي لا يهدأ للحظة. وها أنا انقل لكم قسطاً مما دوّنته في مذكرتي الساعة 3:30 صباح الثلاثاء.

Continue reading


Leave a comment

(3)معلش يا بلدي اتأخرت عليكي

 

 

ميدان التحرير

كثيرة هي المشاهد التي جعلتني أذرف الدموع، لا أرغب في التحليل ولا التفسير، لكني اعتذر
ت هناك واعتذر للمرة الألف: نعم أنا كنت ضحية التضليل الإعلامي والسينما المصرية النمطية، ومعبأة بالأفكار المسبقة عن الشعب المصري، لكنني معذورة. فجيلي تربى وعاش على الهزائم. معذورة لأني ولدت بعد العبور، ولأني تماماً مثل الشباب المصري لم أعرف مصر سوى في عهد مبارك.
يوم السبت 29 كانون ثاني، أصبح ميدان التحرير هو “المكان”. لقد وصف البعض الميدان بأنه المكان الذي يَغسِل كل من يدخله. لا، الناس ليست بحاجة لأن يتم غسلها، بل ان الميدان كان ينزع عمّن يدخله حاجزاً سميكاً وضعه النظام بين الناس وبين مصر. في الميدان التقى المصريون بمصر، بعد فراق دام ثلاثين عاماً. لقد تأخر اللقاء، فكتب أحدهم على علم مصر أكثر الشعارات التي أحببتها وأبكتني “معلش يا بلدي اتأخرت عليكي”..
حين تصلين الميدان كل صباح، تتوالى عليك المشاهد دون رحمة، تُجبُركِ على تلقيها، تُرغِمُكِ على استيعابها، وتقاومين، تحاولين ترتيبها، تفسيرها، فهمها، إدراكها، لكن لا مجال ولا وقت، فالثورة لا تحتمل التحليلات النفسية والنظريات العلمية.

Continue reading


1 Comment

(2)أن تعيش الثورة

جمعة الغضب

كان حديث الجميع يومي الأربعاء والخميس متّسما بالترقب والقلق والانفعال مما سيحدث يوم الجمعة، جمعة الغضب.

مساء الخميس حجب موقع الفيسبوك والتويتر، ثم بعدها حجب الانترنت بالكامل، وحجبت الرسائل النصية ليلا، ثم قطعت كافة خطوط الهواتف الخلوية.

استيقظنا أنا وصديقتي صباح الجمعة الباكر على صوت والدتها تمشي في البيت وتهتف بصوت عالٍ “مش حنسلم مش حنطاطي، إحنا كرهنا الصوت العالي” و “تحيا مصر”، وفي ذلك اليوم شارك والدا صديقتي لأول مرة في حياتهما في مظاهرة احتجاجية.

انطلقنا إلى ميدان مصطفى محمود، حيث الجامع، فقد اتفق ان تنطلق المسيرات من عدة ميادين وجوامع في القاهرة فور انتهاء صلاة الجمعة، على أن تصل جميعها إلى ميدان التحرير. في زيارتي الأولى للقاهرة، صرت أعرف جميع ميادينها.. إنها الثورة.

لقد كانت الشوارع هادئة، وصلنا باكرا، اشترينا صحف المعارضة، لم ترضَ حينها صديقتي أن أشتري صحف النظام لأنهم يقاطعونها، وذهبنا إلى احد المقاهي بالقرب من الميدان لنلتقي بمجموعة كبيرة من الشبان والشابات النشطاء، هناك رأيت وجه الشباب المصري الذي تحدث عنه الجميع بعد ذلك، الذي صنع وفجر هذه الثورة.

Continue reading


Leave a comment

(1)مصر كتبت لبكرا جواب

حين وصلت مصر يوم الأربعاء 26 يناير، لم أتصور، ولو للحظة أنني سأشهد أعظم وأنبل ثورة، ستغير وجه التاريخ كله، وأن المصريين سيلقنون العالم بأسره عبقرية صنع الثورات. كانت التظاهرات قد بدأت، وكذلك المواجهات مع الأمن. سمعت كيف تنظمت مظاهرات 25 يناير من قبل “عيال الفيسبوك”. بدأت عدة مجموعات شبابية مثل مجموعة كلنا خالد سعيد وحركة 6 أبريل وقوى أخرى تنظم التظاهرات الداعمة لتونس، وقبلها كانت مجموعة كلنا خالد سعيد تنظم وقفات احتجاجية لذكرى خالد سعيد، وهو شاب مصري عمره 28 سنة عذبه اثنان من مخبري الشرطة حتى الموت بعد أن رفض أن يقوما بتفتيشه. ثم قرر شباب 25 يناير موعدا للخروج في مظاهرة كبيرة في كافة محافظات مصر، واختاروا هذا اليوم بالذات وهو يوم عيد الشرطة في مصر لأنه، أولاً عطلة رسمية مما يتيح للجميع المشاركة، وثانياً لكي يؤكدوا بأن الشرطة يجب أن تلتحم بالشعب ولا أن تظل أداة لقمع المصريين وإذلالهم.

Continue reading