Abir Kopty's Blog مدوّنة عبير قبطي

You will never be free until you respect the freedom of others

تَدْوينَة مُتَمَرِّدَة على عام ٢٠١٣ وعام ٢٠١٤

4 Comments

لنبدأ بصريح الكلام، انتَ لا شيء سوى اربعة أرقام، يتغيّر منك رقم كل عام. هذا كل شيء. فلا تبيعنا كل هذه الدراما.

لا فرق بين ٣١/١٢ و ١/١، الصباحان متشابهان، والمساءان ايضا، البردُ هوَ هوَ،  والسماءُ هيَ هيَ. كُفّا عن المنافسة. فما يقوله بعضهم عنك يا ٢٠١٣، سيقوله آخرين عن ٢٠١٤.

ثم انك اصلا تغادر، فماذا يهم كيف كنت؟ انك منتهٍ. ولم تعد الا رقما يُسَجّل في شهادات الولادة والوفاة.

العالم كله يقف الآن ضدك. ويحتفل برحيلك ويلعن اليوم الذي جئتَ به، نعم انتَ، عام ٢٠١٣، رأيتهم كيف يتحدثون عنك. واشعر الآن بقليل من الشفقة عليك لانك الشماعة التي نعلق عليها عجزنا واخفاقاتنا.

اذًا مبدئيا، لا حقد لديّ عليك. لكني لا افهم لماذا هذه الغصّة مع انتهاء كل عام؟ هل لاننا نُثقِلُ أنفُسنا بالأحلام؟ ام اننا نثقل الأعوام بالأحلام، ام أحلامَنا بالغصّات؟

ما هي هذه العلاقة مع أربعة ارقام؟ وكيف اصبحت عيدا؟ وباي حق يقرر كلٌ منا بان عاما كان سيئا ام جيدا؟ اهي مسألة شخصية؟ كيف؟ ألديَّ عام ٢٠١٣ ولديكم ٢٠١٣١٣ مثلًا؟

ليس هناك عام جيد او سيئ. هناك عام تتحقق فيه انتصارات، او تضربه انكسارات. صغيرة كانت ام كبيرة، شخصية كانت ام عامة.

لن اقيّم عام ٢٠١٣ فانا لا اعرف عن العالم ما يكفي. لا اعرف كم من بطن ينام خاويا، وكم من كرامة تُداس، وكم من أسيرِ حرّية يقبع في الزنزانة، وكم من مشردٍ ينام في العراء وكم من نفسٍ تُقتَل بدم بارد كل يوم.

لن أحكي عن عام ٢٠١٣ لاني لا اعرف كم من ثائرٍ ينتفِضُ على الظلم اليوم، وكم من إرادةٍ تنتصرُ، وكم من موسيقى تُؤَلّف لتملأ الدنيا فرحا او حزنا، وكم من أشْعارٍ تُكتَب في الحب والوطن.

اما بالنسبة لك عام ٢٠١٤، فانت ايضا لست الا ارقاما اربعة، لا قيمة لها. لا شأن لك بما هو قادم ولن اطلب منك شيئا. ساكتفي بوجبات التفاؤل المخزّنة لاوقات الشِدّة، واحلم بعام الانتصار، عام الكرامة، عام الحرية…

عُد لمحاسبتي بتاريخ ١/١/٢٠١٥. عندها ساقول لك: من انت اصلا!

Law-of-Large-Numbers

Advertisement

Author: abirkopty

Writer, blogger and journalist.

4 thoughts on “تَدْوينَة مُتَمَرِّدَة على عام ٢٠١٣ وعام ٢٠١٤

  1. وأنا معك ..ما في عام سيء وعام جيد …كل سنة في نجاحات وفي اخفاقات…
    كل واحد يحسب كم مرة ضحك وابتسم هالسنة…وكم مرة نام عتخت وتغطى بحرام وكم مرة اكل وجبة سخنة
    وبعديها يحكم..كانت سنة حلوة ولا سيئة…
    البطر في ناس وصل لحد انهم ما بيقدروا الشغلات البسيطة النقية في حياتهم …
    كل عام وانت عبير والسنة الجاي انشاء الله عبير بفلسطين حرة

    Like

  2. عبير مهما إحلولك الظلام فجر الحرية بازغ لامحالة ،هزيمة الاحتلال قضية وقت ليس إلا،طالما في ناس متلك وهبوا حياتهم لقضايا الكرامة، والحرية ،والوطن،والمظلومين،حتما نحنا ماشيين بالاتجاه الصحيح،الحياة وقفة عز وكرامة ياعبير،ووقفاتك مشهود لها

    Like

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s