لنبدأ بصريح الكلام، انتَ لا شيء سوى اربعة أرقام، يتغيّر منك رقم كل عام. هذا كل شيء. فلا تبيعنا كل هذه الدراما.
لا فرق بين ٣١/١٢ و ١/١، الصباحان متشابهان، والمساءان ايضا، البردُ هوَ هوَ، والسماءُ هيَ هيَ. كُفّا عن المنافسة. فما يقوله بعضهم عنك يا ٢٠١٣، سيقوله آخرين عن ٢٠١٤.
ثم انك اصلا تغادر، فماذا يهم كيف كنت؟ انك منتهٍ. ولم تعد الا رقما يُسَجّل في شهادات الولادة والوفاة.
العالم كله يقف الآن ضدك. ويحتفل برحيلك ويلعن اليوم الذي جئتَ به، نعم انتَ، عام ٢٠١٣، رأيتهم كيف يتحدثون عنك. واشعر الآن بقليل من الشفقة عليك لانك الشماعة التي نعلق عليها عجزنا واخفاقاتنا.
اذًا مبدئيا، لا حقد لديّ عليك. لكني لا افهم لماذا هذه الغصّة مع انتهاء كل عام؟ هل لاننا نُثقِلُ أنفُسنا بالأحلام؟ ام اننا نثقل الأعوام بالأحلام، ام أحلامَنا بالغصّات؟
ما هي هذه العلاقة مع أربعة ارقام؟ وكيف اصبحت عيدا؟ وباي حق يقرر كلٌ منا بان عاما كان سيئا ام جيدا؟ اهي مسألة شخصية؟ كيف؟ ألديَّ عام ٢٠١٣ ولديكم ٢٠١٣١٣ مثلًا؟
ليس هناك عام جيد او سيئ. هناك عام تتحقق فيه انتصارات، او تضربه انكسارات. صغيرة كانت ام كبيرة، شخصية كانت ام عامة.
لن اقيّم عام ٢٠١٣ فانا لا اعرف عن العالم ما يكفي. لا اعرف كم من بطن ينام خاويا، وكم من كرامة تُداس، وكم من أسيرِ حرّية يقبع في الزنزانة، وكم من مشردٍ ينام في العراء وكم من نفسٍ تُقتَل بدم بارد كل يوم.
لن أحكي عن عام ٢٠١٣ لاني لا اعرف كم من ثائرٍ ينتفِضُ على الظلم اليوم، وكم من إرادةٍ تنتصرُ، وكم من موسيقى تُؤَلّف لتملأ الدنيا فرحا او حزنا، وكم من أشْعارٍ تُكتَب في الحب والوطن.
اما بالنسبة لك عام ٢٠١٤، فانت ايضا لست الا ارقاما اربعة، لا قيمة لها. لا شأن لك بما هو قادم ولن اطلب منك شيئا. ساكتفي بوجبات التفاؤل المخزّنة لاوقات الشِدّة، واحلم بعام الانتصار، عام الكرامة، عام الحرية…
عُد لمحاسبتي بتاريخ ١/١/٢٠١٥. عندها ساقول لك: من انت اصلا!
December 31, 2013 at 6:03 pm
وأنا معك ..ما في عام سيء وعام جيد …كل سنة في نجاحات وفي اخفاقات…
كل واحد يحسب كم مرة ضحك وابتسم هالسنة…وكم مرة نام عتخت وتغطى بحرام وكم مرة اكل وجبة سخنة
وبعديها يحكم..كانت سنة حلوة ولا سيئة…
البطر في ناس وصل لحد انهم ما بيقدروا الشغلات البسيطة النقية في حياتهم …
كل عام وانت عبير والسنة الجاي انشاء الله عبير بفلسطين حرة
LikeLike
January 1, 2014 at 8:00 pm
كل عام وانت معاذ!
LikeLike
December 31, 2013 at 9:57 pm
عبير مهما إحلولك الظلام فجر الحرية بازغ لامحالة ،هزيمة الاحتلال قضية وقت ليس إلا،طالما في ناس متلك وهبوا حياتهم لقضايا الكرامة، والحرية ،والوطن،والمظلومين،حتما نحنا ماشيين بالاتجاه الصحيح،الحياة وقفة عز وكرامة ياعبير،ووقفاتك مشهود لها
LikeLike
January 1, 2014 at 8:01 pm
تسلم يوسف، وكل عام وانت بالف خير
LikeLike