انشر هنا خاطرة بقلم الصديق باسل الاعرج:
قال برشتيان *
” يأتي الرجل الابيض الى النهر العريض المزمجر فيقز فوق ظهر الرجل الزنجي من السكان الاصليين ويصرخ فيه : اسبح , فيسبح المسكين قاطعا به عرض النهر الى ان يصل به الى الضفة الاخرى , وهو منهوك القوى , فيطلب اجرته لكن الرجل الابيض يصرخ به مستاء ويقول : لولاي لما قطعت النهر “
صمت وعيون في الارجاء تتلفت
اين انا ؟
لولاي ما قطعت النهر
الى اين اخذتني ؟
لولاي ما قطعت النهر
ليست ضفتي التي احلم بها ؟
لولاي ما قطعت النهر
اين لساني ؟ اكاد انسى منطقي ؟
لولاي ما قطعت النهر
اين اشيائي؟ اين ملابسي وتعاويذي ؟
لولاي ما قطعت النهر
اين كتابي ؟
اين اجدادي ؟
اين احلامي ؟
اين موطني ؟
اين نيراني ؟
لولاي ما قطعت النهر
اسلبت عيوني ؟ لم تعد حسناء كما كانت امرأتي
البياض في كل مكان
امرأتي ادهنت من بيضاكم
لولاي ما قطعت النهر
ابني ينكرني
يلهو في استيهامي اكلا للحم البشر
لولاي ما قطعت النهر
اين ذاتي ؟ من انا ؟
لولاي ما قطعت النهر
اتلكزني فوق هذا ؟
لولاي ما قطعت النهر
اتأكل طعامي وتتركني جائعا ؟
تشرب مائي وتتركني ظمأنا ؟
لولاي ما قطعت النهر
اتضربني بسوطك ؟ تقرحني
اعلي ان اعرف ذاتي من قروحك ؟
لولاي ما قطعت النهر
اتسودني فوق هذا ؟
لولاي ما قطعت النهر
اتقتلني من اجلي ؟
لخلاصي تبيدني ؟
تهينني
تدينني
ثم تبكيني
ثم تبني لي صرحا
يمنع على ابنائي
ولابنائك مرتع
ثم تقول لي
لولاي ما قطعت النهر !!!
وكل هذا باسم ربك ؟ باسم علمك ؟ باسم عقلك ؟
كنت ابني جسري ببطئ وعلى مهل
احلم بالعبورالى الضفة الاخرى
ابنيه على مهل كي لا اركب الناس
كان بأمكانك ان تيمم وجهك شرقا وجنوبا لترى كيف الناس تصنع جسورها لعبور النهر
لم يكن عريضا ولا مزمجرا
انت كذبت لتركبني
انهاكي لم يكن الا من ثقل احلامك وذنوبك
تركت روحي في الضفة وسلبت جسدي للضفة الاخرى
اه نسيت لا ارواح لكم
فات الاوان لان اندم على مخاطبتك
ارميك واياي في النهر كان يجب ان
ما كان هذا الالم سيكون
لا وجود لي الا بفنائك
ثم من قال لك ان النجاة بعبور النهر ؟؟؟
هذا ليس نهري
* برشتيان شخص مجهول لدي صاغ القصة في المقدمة لكي يلخص المشكلة حول الجدلية حول فائدة الاستعمار
October 6, 2013 at 9:58 am
عشت ياباسل المنسي بين هراوتين
LikeLike