اعربت هيلاري كلينتون قبل أيام عن “قلقها” من سلسلة القوانين الإسرائيلية التي تهدد الديمقراطية في إسرائيل.
ليست هي المرة الأولى التي تعبر فيها كلينتون و الإدارة الأمريكية عنوماً عن “قلق” مشابه في السابق من ممارسات إسرائيلية، ضمنها بعض مشاريع الاستيطان الإسرائيلي.
التعبير عن القلق هو تعبير متعارف عليه في العادات والتقاليد الدبلوماسية، فهو يحصل عندما لا تسمح المصالح الإستراتيجية بأكثر من ذلك. وقلق كلينتون، بالإضافة لكونه ضريبة كلامية، لا ينبع حقاً من قلقها على الحركات الاحتجاجية أو الأصوات المعارضة في إسرائيل، وإنما من القلق على “صورة إسرائيل الديمقراطية”، التي شكلت ركيزة هامة لتبرير الدعم الأمريكي لإسرائيل كونها “واحة الديمقراطية” في الشرق الأوسط. فكيف ستستطيع أمريكا مواصلة دعمها الأعمى لهذه “الواحة”، إذا خسرت إسرائيل صورتها “الديمقراطية” أمام العالم؟ ومع ذلك، من ناحية أخرى، ورغم عدم جديتها، تساهم هذه التصريحات في ضرب هذه الصورة!
لقد نجحت إسرائيل طيلة العقود الماضية في الحفاظ على شيء واحد فقط، وهو صورتها الديمقراطية أمام العالم. إسرائيل لم تكن في يوم من الأيام ديمقراطية حقاً، فلا يمكن لدولة قامت على أنقاض شعب آخر، ما زالت تحتل جزءاً منه، تمنع عودة جزء آخر منه وتضرب عرض الحائط بحقوق جزءه الذي بقي في وطنه، أن تكون ديمقراطية. يمكن القول إن إسرائيل حافظت على هامش ضيق من الديمقراطية، حيث يحق لمواطنيها الفلسطينيين التصويت ولديهم هامش معين من حرية التعبير. لكن إذا كان هذا هو مقياس الديمقراطية، فهل “مصر السابقة” والأردن مثلاً أقل ديمقراطية من إسرائيل؟
لقد كذبت إسرائيل الكذبة وصدقتها. ثم نجحت في بيعها للعالم. إلا أن هذه الصورة بدأت تتفكك، الأمر الذي دفع بالهجمة المؤسساتية الإسرائيلية على الأصوات المعارضة داخلها، وهي هجمة تساهم بالمزيد من تفكيك هذه الصورة. هذا هو بالضبط ما يمكنه وصف حالة إسرائيل في الثلاث أعوام الأخيرة: إسرائيل تحاول المضي مع تناقضاتها من خلال إنتاج المزيد منها.
إن الهجمة الإسرائيلية على الهامش الديمقراطي هنا، ليس هجمة يمين على يسار، إنها هجمة مؤسسة على من يعارضها. ففي أوساط اليسار الصهيوني هناك من يصدق فعلا أكذوبة الديمقراطية الإسرائيلية، ويعمل من منطلق “حمايتها”، هناك في اليسار من يدرك هذا التناقض، ويعمل وفقا له. كما يوجد في اليمين من هو مستعد للتضحية حتى بالصورة الديمقراطية للحفاظ على الاحتلال والاستعمار، وهناك من يحاول التعايش مع هذا التناقض، وهناك من لا يرى تناقضاً بالمرة. لهذا فالمعركة ليست بين يمين ويسار، بل بين مؤسسة ومن يقف في طريقها. هذا هو السياق الذي أقترح وضع الأمور فيه.
لقد فهمت المؤسسة الإسرائيلية، في السنوات الأخيرة، أنه لم يعد بالإمكان الحفاظ على صورة إسرائيل الديمقراطية والإبقاء على الاحتلال في آن واحد.
لقد توصلت المؤسسة إلى هذا الاستنتاج جراء تصاعد الحملة الدولية لمناهضة الاحتلال، والتي يعتبر صدور تقرير غولدستون مرحلة مفصلية فيها. إن هذه الحملة تأخذ عدة مناح وأشكال، منها مثلاً نشاطات أسطول الحرية إلى غزة، ملاحقات قضائية دولية لشخصيات سياسية وعسكرية وغيرها، لكن أهمها تصاعد حركة المقاطعة، سحب الاستثمارات والعقوبات التي يقودها المجتمع المدني الفلسطيني وحركات شعبية نشطة في جميع أنحاء العالم.
كان من الأسهل لإسرائيل أن تحمل منظمات حقوق الإنسان واليسار داخلها، مسؤولية تقرير غولدستون وتصاعد الحملات الدولية المناهضة لسياستها، بدلاً من التعاطي مع سياستها التي تؤدي، بشكل مباشر، إلى هذه الحملات، أو السماح لنقاش جدي وجذري حول ممارساتها. بالتالي بدأت بحملة شرسة على هذه المؤسسات من خلال التشريعات المعادية للديمقراطية، لأنها ترى بأنه إذا تم تضييق الخناق على هذه المؤسسات، سيتم الحد من إمكانية ضربها لصورة إسرائيل دولياً.
لقد وضعت إسرائيل جميع منظمات حقوق الإنسان واليسار في خانة واحدة، رغم الاختلافات الشاسعة في بعض الأحيان في فكر، أجندة وإستراتيجية هذه الجمعيات. لكن المؤسسة لا تحتمل المزيد من التعقيدات، كما لا تحتمل المزيد من المخاطرة.
لكن من ناحية أخرى، تضع هذه الهجمة الإسرائيلية، جزءًا كبيرًا من المواطنين اليهود أمام تناقض أصعب وأعقد: التناقض بين الديمقراطية والصهيونية. فالدولة التي لم تكن قط ديمقراطية تجاه مواطنيها الفلسطينيين، حفاظاً على صهيونيتها ونتاجاً لها، لم تعد قادرة على وقف هذا الانهيار أمام كل من يشعل الضوء الأحمر لهذه التناقضات.
وهكذا، كلما حاولت إسرائيل حل تناقضاتها، تنتج المزيد من التناقضات التي تزج بمواطنيها للاختيار ما بين ديمقراطية حقيقية أو التمسك بالصهيونية. يحتاج الأمر لشجاعة وجرأة ليقوم هؤلاء بالتحرر من الصهيونية التي رضعوها، وما زالوا يتغذون منها، معتقدين أنها تحافظ على حقهم في الوجود. البعض القليل حسم أمره واختار أن يتحرر منها، لكن الكثيرين يحتاجون إلى وقت، يبدو طويلاً. وهنا، أرى أن واجابنا في هذه المرحلة، هو توضيح هذا التناقض دولياً، وتعزيزه داخليا، من خلال تصعيد نضالنا ضد الصهيونية.
December 15, 2011 at 5:12 am
For most of us, no matter how many times you tell a lie, it is still a lie.
It seems that when Israeli leaders tell a lie for so long, they start to believe it to be true. Remember thebiggestt lie of them all, “Land without people, for people without land”. Former Israeli PM GoldaMeirr, told the whole world that, there are no such people as Palestinian people, and on and on. Israeli leaders have been telling the world that, Israel is the only democracy in the Middle East. I guess, roads only Jews, schools, hospitals,Towness,institutionss, just for Jews/Israeli, is called democracy by Israeli leaders definition/standerds, but the rest of the world call that APARTHEID….
Palestinians living within Israel today, have very little rights let alone democracy. As the saying goes, “If it walks like a duck, talks like a duck, and acts like a duck” guess what….It’s a duck…..
LikeLike