Published on Alitihad daily newspaper click here for English version
انت اليوم، سيدي الرئيس! تتمتع بشعبية عالية في إسرائيل. انت اليوم ملك إسرائيل. خطابك في الأمم المتحدة كان ممتازاً. سيكون من المؤسف أن لا تفوز في الانتخابات القادمة بعد هكذا خطاب.
وأنت تلقي خطابك في الأمم المتحدة، كان عاهد وحدان، ابن الخامسة عشرة عاماً، والذي فقد عينه جراء إصابته بعيارٍ مطاطي أطلقه جيش الاحتلال في ذات اليوم، يصغي اليك.
وكذلك أصغى إليك مواطنو قرية دير استيا، الذين فقدوا 500 شجرة خروب وزيتون بعد أن قام المستوطنون بإحراق أراضيهم. وكذلك الأسرى في السجون الإسرائيلية والفلسطينيون المحاصرون في غزة، والفلسطينيون اللاجئون. جميعنا أصغينا إليك، ومعنا الملايين في العالم العربي.
لقد أصغينا إليك عندما تحدثت عن مواطني إسرائيل الذين يقتلون بالصواريخ التي تنهال على بيوتهم، وكيف يربى الأطفال الآخرون على كراهية أطفال إسرائيل. وهنا أود سؤالك: هل تعتقد أن الأطفال الإسرائيليين لا يستمعون للحاخامات الذين يحرضون على كراهية العرب؟ أصغينا أيضاً لحديثك عن معاناة الشعب اليهودي. لا ننكر، سيدي الرئيس، بأن اليهود عانوا، ولكن دعنا نضع الأمور في نصابها: اليهود ليسوا الضحية هنا. إسرائيل ليست الضحية. إسرائيل هي القوة المحتلة والقامعة، والتي تواصل التنكر لـ “الحقوق العالمية للعيش بحرية وكرامة” التي يستحقها الفلسطينيون في الوطن والمنفى.
عندما تخفق في الحديث عن معاناة الفلسطيني تحت الاحتلال، عندما تخفق في اعتبار الطفل الفلسطيني انساناً متساوياً يستحق مستقبلاً أفضل، ولديه حقوق إنسان، ربما ستربح الانتخابات، لكنك تخسر نزاهتك، وتبيّن للعالم أجمع لماذا يجب على ما يسمى بـ “العملية السلمية” أن تخرج من بين يديك.
أصغينا إليك عندما قلت “لا توجد هناك طرق مختصرة”، لم نستطع التوقف عن التساؤل، لماذا استحقت جنوب السودان “طريقاً مختصرة”؟ حيث سجل مجلس الأمن رقماً قياسياً واعترف بجنوب السودان في خمسة أيام. لا حاجة للإجابة، سيدي الرئيس لأننا نعلم جيداً أنه عندما تختلف المصالح، تتغير معها القيم والمبادئ.
إنك بهذا تقول لنا: بعد 63 عاماً من النكبة المستمرة والتهجير والتنكر لحقوق أبناء شعبنا الأساسية وبعد القتل والحصار، لا توجد طرق مختصرة. أنت تقول لنا: بعد أن قدَّمت منظمة التحرير التنازلات، واعترفت بإسرائيل، وقبلت بـ 22% فقط من أراضي فلسطين التاريخية (وحتى 60% من هذه المساحة لا تستطيع الغالبية الساحقة من الفلسطينيين الوصول إليها)، لا توجد طرق مختصرة. وبعد 20 عاماً من المفاوضات العبثية، لا توجد طرق مختصرة. هل هذا هو أيضاً السبب وراء استخدام الولايات المتحدة حق النقض اثنين وأربعين مرة ضد قرارات تنتقد إسرائيل؟
سيدي الرئيس، إننا لا نريد الطرق المختصرة، بل نريد إنهاء الاحتلال والابرتهايد، وهو، ما ندرك جيداً، أنه الأمر الوحيد الذي لن تحققه مفاوضاتك لنا.
لقد أصغينا اليك عندما تحدثت عن الربيع العربي بانفعال. لم نصدقك، لأننا نعرف أن أمريكا كانت مسرورة من زعماء هذه الدول، ولم تهتم حينها بمطالب المصريين والتونسيين والليبيين والسوريين واليمنيين والبحرينيين والسعوديين المشروعة بالحرية والكرامة. كما ونعرف أيضاً بأنك لن تترك هذه الشعوب وشأنها. أصغينا إليك ولم نجد الإجابة على السؤال: لماذا على حرية الفلسطينيين وكرامتهم الانتظار؟ كان ما فهمناه هو: انك لا تجرؤ على الحديث بصدق.
إذا كان هناك ما يجب أن تتعلمه من الربيع العربي، فهو أنه لا يمكنك الاستخفاف بعقول ووعي العرب، وخاصة الجيل الجديد. شعبيتك، وشعبية أمريكا، تمر عبر فلسطين. لا طريق آخر. ربما يعنيك أكثر الآن الانتخابات ودعم اللوبي الإسرائيلي لك. نفهم هذا. لكن صورتك كمنافق، سترسخ في عقول الناس، وسيكون من الصعب تغييرها.
لقد ذكرت في خطابك كلمة “الأمل” عدة مرات. نحن أيضاً لدينا آمال، ونحن نؤمن “أننا قادرون”، حتى بدون دعمك.
Pingback: Mr. President, we don’t want a shortcut, we want our freedom « Abir Kopty مدوّنة عبير قبطي