أخشى أن لا تكتمل الثورات..
أخشى أن تُستبدل الأنظمة العربية الاستبدادية، والتي بعضها كان عميلا لأمريكا وإسرائيل بأنظمة ربما تكون ديمقراطية في ظاهرها، ولكن في جوهرها تبقى عميلة لأمريكا ومُحافظة على مصالح ابنتها إسرائيل.
أخشى أن تتحول أنظمة استغلت وأشعلت الفتن الطائفية، أدى قمعها وتجهيلها لشعوبها إلى التطرف الديني والطائفي أن تتحول إلى أنظمة طائفية أو دينية.
أخشى أن تثمر الثورات عن أنظمة ديمقراطية في القشور ولكنها رأسمالية وطبقية.
أخشى أن تتحقق الحرية دون الاستقلال!
*****
لقد كسرت الثورات برأيي نظريات الأبيض والأسود، التي ما زال البعض يستغلها لمعاداة إرادة الشعوب. ففي كل الثورات أثار النظام “نظرية المؤامرة” في محاولة لنزع الشرعية عن الثوار، لكنه فشل في جميع الحالات، ما عدا في الحالة السورية، فما زال العديد يشككون بصدق الثورة السورية، بحجة المؤامرة على الممانعة!
من قال أن الممانعة هي من نصيب الأنظمة فقط؟ هل الشعوب المطالبة بحريتها خائنة؟ لقد سئمنا من معادلة نحن مع كل من هو ضد أمريكا. كفانا عقلية الأبيض والأسود، كفانا ذهنية إما مع وإما ضد.
أنا ضد أمريكا وإسرائيل، ولكني لست مع إيران
أنا ضد أمريكا وإسرائيل، ولكني لست مع نظام الأسد
هل الممانعة أهم من كرامة الشعوب وحريتها؟ ولماذا لا يمكن تحقيق الممانعة وكرامة الشعوب معاً؟ إن من يقف إلى جانب النظام السوري بحجة الممانعة، يقول لنا عملياً إن الشعب السوري غير ممانع، غير وطني وعميل! عذراً!
ربما تلتقي مصلحة أمريكا وإسرائيل برغبة الشعب السوري بتغيير النظام، مع العلم أن موقف أمريكا لم يحسم بشكل قاطع، كما حُسم مع مبارك خلال ثلاثة أسابيع من الثورة المصرية أو مع القذافي بعد شهر من الثورة الليبية.
وصحيح أن هنالك من يصطاد في المياه العكرة، سواء كان ذلك أمريكا أو إسرائيل وربما هنالك فعلاً جماعات مسلحة أو متطرفة أو إرهابية تحاول استغلال الأوضاع… وكلها تعمل في نفس الفلك من ناحيتي. لكن هل هذا كاف لنزع الشرعية عن انتفاضة شعبية تطالب بحقها بالحرية والكرامة؟ هل هذا مبرر للصمت عن مجازر وجرائم بحق الشعب السوري؟ بربكم، ما لقتل الأطفال والممانعة؟
هل باسم الممانعة نستخف بارادة الشعب السوري الصادقة باسقاط نظام دكتاتوري وحشي؟ بينما لم نستخف بنفس المطالب حين كانت في دول أخرى؟
*****
نتحدث جميعنا عن المؤامرات على الشعوب العربية، نعم هنالك مؤامرات، وهذه المؤامرات ستزداد حنكة لأنهم صاروا يخافون منا ويحسبون الف حساب لغضبنا. لن تتركنا أمريكا ولا إسرائيل في حالنا، كما لم تتركانا في الماضي، وستحاول أمريكا ودول أخرى الهيمنة على اليمن وتونس ومصر وليبيا وسوريا. وهذا هو التحدي الأكبر أمام إرادة الشعوب!
لن تكتمل الثورات من ناحيتي إلا إذا حققنا الاستقلال عن هيمنة أجنبية، أمريكية كانت أم إيرانية أم غيرها
لن تكتمل الثورات من ناحيتي ما دام هناك طفل جائع أو مسن ينام في الشارع
لن تكتمل الثورات من ناحيتي إلا إذا تخلصنا من الطائفية والقبلية والعصبية
ستكتمل الثورات حين نحقق الاستقلال، الحرية والعدالة الاجتماعية
June 11, 2011 at 1:29 am
ربما تكون هذه الفترة هى الفترة الاهم والاصعب التى يمر بها العالم العربى ,, لاشك أننا نمر الان بمرحله تخبط أو البحث عن الذات كما يحدث فى تونس ومصر ومرحله ثورات قاربت على النصر مثل ليبيا واليمن وثورة تعانى تجاهل وظلم عربى وعالمى فى سوريه ,,, نحن لا شك سوف نمر بمرحله عدم أتزان لفترة كما تعرفى صعب أن تتحول شعوبنا الى واحه للدموقراطيه فى فترة وجيزة الثورة الفرنسيه الثانيه أستمرت ثمانى سنوات ,,, هذا شىء طبيعى ولكننا يجب أن نبحث عن شخصيتنا وهويتنا وسط العالم لا أن نكون تابعين كما كنا من قبل ,,, نريد لوبى عربى موحد وقرار عربى واحد مثل الاتحاد الاوربى ,,, نحن لا نريد ان نتبع أمريكا او أوربا او أسرائيل ,, مصلحتنا هى من تتحكم فى علاقتنا بالعالم ,,, أشكرك جدا على التدوينه الممتاز .
LikeLike
June 11, 2011 at 3:11 am
لا تخشي شيئا يا سيدتي… فلو كان الرهان على الشعوب العربية فلك كل الحق لأن تتشائمي، بل وأنا أدعوك لذلك… لقد بينت في مقالاتي التي ليس لها أول من آخر.. أن الشعوب الديمقراطية الحقيقية هي الشعوب التي في بيوتها “مكتبة منزلية” والعكس صحيح للشعوب التي ليس لا علاقة لا من بعيد أو من قريب من قضية المكتبة المنزلية…
وكل ما عليك فعله هو عمل مقارنة احصائية للوصول إلى علاقة تناسب طردي بين نسب القراءة لشعوب العالم وبين جودة ديمقراطية تلك الشعوب…! إذ ستلاحظين أنه كلما كان الشعب اكثر قراءة (والدليل الأكبر هو وجود مكتبة منزلية) كلما كان أكثر ديمقراطية…!
فأين ذلك التفاؤل إذن الذي تحدثت عنه عندما قلت لك: لاتخشي شيء يا سيدتي…!!!
في الحقيقة التفاؤل قادم من مكان لا يخطر على بال أحد… إنه قادم من صميم الكون..! فالسمة الأولى للكون هو التطور، والتطور في مراحله الأخيرة يدخل مرحلة “التسارع”… وكون البشر جزء من تطور الكون،فإن الكون قد دخل في مراحله المتسارعة النهائية (للدخول إلى الطور التالي من تطوره،فالتطور أطوار في نهاية الأمر).. بالتالي “التخلف العربي” لن يستطيع الوقوف في وجه عجلة تطور الكون… فالتطور يعني لا يصح إلا الصحيح ولا مكان لأي شكل من أشكال الخطأ.. بالتالي التخلف العربي الذي سوف يعصف بالثورات العربية (بسبب فقدان المكتبة المنزلية) سوف يفشل في النهاية.. لهذا يا سيدى.. لا تخشي شيئا… 🙂
LikeLike
June 11, 2011 at 5:56 am
I don’t think that you need to worry dear ,
It is indeed true that each Arab nation has a unique standing in it’s revolt with some revolts being supported by the US and some are not
The truth , as I see It, is that it’s a gradual process. Just like latin america was filled with oppressive regimes like ours . However after revolts there was a decade in the 90s where economic occupations persisted with the backing of the IMF and the world bank
Which worries me in the Arab world as the IMF and the world bank are starting to push thier models into the Arab world in tunis and Egypt
Just like you said, liberation will not be porcured until there is no man or child homeless or hungry
The city of the dead in Egypt , and shubra khaima not to mention the Palestinian camps are prime examples
But if there is any lessons taught in history … We shall know that our freedom will be fulfilled once we can feed ourself . And it’s possible 10 years ago brazil was a whore house ,and futball and now it’s a great economic power and it’s voice and polices are respected our around the world .
Our turn is coming … We need to be patient and presistant … The amercians and the Israelis and the Iranians can’t do anything about it… They can kill they can support they cack back … But history will absolve us
By the way I love the work you are doing with mosswa. You are truly the forefront of the revolt
God speed
Nasser
Ps : I would have loved to write this in Arabic but my last Arabic class was the 6th grade and I would be able to express my points correctly … Love your blog … Keep writing
LikeLike
June 11, 2011 at 11:21 am
“أخشى أن تتحقق الحرية دون الاستقلال” …
!
😦
LikeLike
June 11, 2011 at 2:24 pm
اخشى ما تخشيه فعلا, ونخشى ما يخشاه شعبنا العربي , في هذا الضباب المرصع بالغموض الاعلامي لا يسعنا الا التمسك بالثوابت الانسانيه ومناصره الضعيف والمقهور, مناصرة الطبقه الضعيفه بكلمه او بشعار, والتحفيز على نشر الوعي للمساهمه في اسقاط الراسماليه المتمثله بالدول العظمى واتباعها من مستفيدين ومتسلقين .
عندما نواجه حربا, من الحري بنا ان ننظق بيتنا ونعلم من سيخرج معنا الى الحرب, من يتهاون ومن يصمت صمت المجانين. وعلينا من الدرجه الاولى ان نحارب الاصوليه المتمثله بالتيارات السلفيه والتي تعمل سويا مع الامبرياليه وتسوق مصالحها.
احييك على هذا الخوف فلولا الخوف, لما استطعنا الوثوب على عدونا , عدو الشعوب
LikeLike
June 12, 2011 at 2:27 am
لن تكتمل الثورات من ناحيتي ما دام هناك طفل جائع أو مسن ينام في الشارع
لن تكتمل الثورات من ناحيتي إلا إذا تخلصنا من الطائفية والقبلية والعصبية
ستكتمل الثورات حين نحقق الاستقلال، الحرية والعدالة الاجتماعية
أنا ضد أمريكا وإسرائيل، ولكني لست مع إيران
أنا ضد أمريكا وإسرائيل، ولكني لست مع نظام الأسد
رفيقثي وعزيزتي عبير اقتيس من جملك وهذا الموقف الصح ولا يمكن احد ان يزاود عليك
LikeLike
June 12, 2011 at 6:51 am
Being born in Nazareth and being against Israel makes you a traitor.
Traitors have no place in the land of Israel.
עם ישראל חי- בארצו!
LikeLike