لقد هزني كثيراً الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام حول قيام الأمن القطري بضرب وتكبيل الليبية إيمان العبيدي قبل ترحيلها إلى ليبيا مجدداً.
إيمان العبيدي دخلت بتاريخ 26 آذار 2011 إلى أحدى الفنادق في طرابلس، حيث تمكث طواقم الإعلام التي تغطي الثورة الليبية، وببطولة لم نعهدها في العالم العربي كشفت أنه تم اعتقالها من قبل 15 فرداً من كتائب القذافي، حيث احتجزوها ليومين وقاموا باغتصابها جماعياً وعدة مرات.
لقد صنعت أيمان بجرأتها وشجاعتها هذه ثورة نسوية بكل معنى الكلمة، فليس من السهل أن تقوم امرأة عربية بالكشف عن تعرضها لاغتصاب أمام الكاميرات، فكما كسرت الشعوب حاجز الصمت والخوف، كسرت إيمان حاجز الصمت والخوف الذي يحاصر النساء. كما صنع أهلها ثورة بوقوفهم إلى جانبها، ففي غالبية الحالات تتستر العائلات على “مصيبتها” وتعامل الضحية على أنها المذنبة، وتفكر كيف ستتخلص من “عارها”. كما وصنعت النساء الليبيات ثورة حينما وقفوا إلى جانب إيمان العبيدي وتظاهروا بالآلاف في بنغازي متضامنات مع إيمان وكاسرات لحاجز الصمت.
وبعد أن احتجزت كتائب القذافي إيمان لفترة طويلة، لم يكن يعرف أحداً أين هي، أطلق سراحها بفعل انتشار قصتها وضغط الرأي العام عليهم، لكنها بقيت تحت الحبس المنزلي إلى أن تمكنت في 5 أيار من الهروب من ليبيا عن طريق تونس إلى قطر، وها هي الآن ترحل من قطر إلى ليبيا. ومن غير الواضح بعد أسباب الترحيل، لكنها مهما كانت، فهي غير مقبولة.
كما يبدو نحن بحاجة إلى سلسلة ثورات إضافية لتفهم المجتمعات المنتفضة ماذا يعني أن تتعرض المرأة لاغتصاب، وكم من الجرأة يتطلب لكي تكشف عن اغتصابها، وخاصة في المجتمعات العربية المحافظة، والتي تتعامل مع جسد المرأة و “شرفها” كطابو. لقد تعرضت إيمان للذل عندما تم اغتصابها عدة مرات من قبل كتائب القذافي، وتعرضت للذل عندما قام موظفو الفندق في طرابلس بقمعها وإسكاتها بالقوة عندما كانت تروي للصحفيين قصتها، وتعرضت للذل عندما حاول نظام القذافي الطعن بسمعتها وصحتها النفسية، وتتعرض الآن للذل مرة أخرى. إلا يكفي هذا؟ إذا كانت الشعوب تنتفض ضد الذل والمهانة، فمن حق إيمان أيضاً أن تسترد كرامتها، لا أن تهان.
لا يمكن لشعب أن يتحرر ما زال نصفه ليس حراً، ولا يمكن أن تكتمل حرية الشعوب، إلا بتحرر المرأة وحصولها على حقوقها الكاملة والمتساوية مع الرجل. وإذا كانت تقاليدنا تجرم المرأة الضحية المغتصبة وتحاول إسكاتها فإلى الجحيم مع هذه التقاليد.
لقد قالت إيمان مرة في إحدى المقابلات الصحفية “أرجوكم، لا تنسوني”: لن ننساك يا إيمان. قضيتك هي قضيتنا، لأنها قضية حرية وكرامة.
Follow @abirkopty
June 7, 2011 at 6:33 am
قضية كرامة و حق، و لن ننساها بعون الله
LikeLike